"صافيتا أيتها المتعرِّشة في روحي ودمي"
صفحة 1 من اصل 1
"صافيتا أيتها المتعرِّشة في روحي ودمي"
صاپيثا
- "صافيتا أيتها المتعرِّشة في روحي ودمي"
(صاپيثا = صافيثا = Saphitha) البرج
من الصفاء, جاء اسمكِ الرقيق
فأنتِ جنة الخميلة..
يا صافية, يا عروس فينيق
في انبعاث الروح, أنتِ الأصيلة
تغفين مع عليل هواء "التل"
في صمتِ اللَّيل
في هدوء الجبل
تحلمين بـ "الروزانا"
قادمة من الغربِ
مع نسيم البحر
تزهين في كلِّ يومٍ ,
بحفاوةَ الياسمين
ورائحة التين
فوق حجارة برجكِ الخالد،
يا غافية تحت ظلال البلوط و"الأزدرخت"
على حلم الفل المشبّع بعبق "الحبق"
تطل على البحر.. حالمة
ترقب موجاته
موجةُ تعانق موجة..
وتتأمَّل حركة السُّفن على الشاطئ،
كاستراحة سفر
هاربة من أوجاعها المستوردة ،
متناثرة كزخات مطر
فوق أراجيح العمر،
كـ ملحمة يسطع اسمكِ
كـ برجكِ
كـ سِـفـْر, كـ كتاب
كـ قصيدة.. تتراقصُ على أنغامها الطبيعة،
من فوق رؤوس أشجار التين الجبلي
والديس والرمان والزيتون
اسمك بشـــارة خيرٍ يطفئ لظى العيون
اسمكِ منعبثٌ من أحلامِ حاكورة ليمون
أحلامكِ مثلَ أحلام العصافير وطيور النَّورس
تزغرد قبلَ أن تحلّق فوق أمواجِ البحر الهادر،
محبّتكِ.. كناقوس كنيسة البرج,
وهو ينقش قبله
فوق خدود الأطفال
في ليالي وصباحات الميلاد،
محبّتكِ..كمحبة الجبال وهي ترنو إلى نجمة الصباح،
محبّتكِ.. كمحبَّة الغيوم الهاطلة فوق عراقة الزيتون،
فأنتِ غيمة ماطرة تهطل
فوق بيادرِ ذكرياتي
تتبرعمين في روحي مع عبقِ التين،
تترعرعين على أنغامِ الميجنا،
مثقلة كرومكِ بعناقيد العنب المتدلِّية،
تحت "عرزال" نُصِب من ورق الدوالي
تتراقص حروفكِ فوق أجفاني،
(صا - في - تا)
كأغنية,
تذكرني بهدهدة أمي لأختي الصغيرة كي تنام
فأنا أريدُ أن أغفو ثانية فوقَ أراجيح الطفولة،
فوق بسمة الروح,
وهي ترنو إلى محطاتِ عمرٍ مضى غفلةً،
كغمضةِ عين،
فتغفو القصص فوق صدري ثانية
والقصائد تحبو فوق ظلال القلب
كم أحنّ إليكِ "صافيتا"
تحت ظلالِ الكروم في صباحات الصَّيف المنعشة
فأراكِ مسترخية، تنتظرينَ عودة السمُّن والدرغلّ
في صباح باكر
حيث أراجيح الطفولة
تزداد تلألؤاً في فيافي الذاكرة،
"صاپيثا"......
تشبهين غمامة تائهة في وجه التاريخ،
كلَّما تحاولي أن تحطِّي فوق بساتين الحنين،
تنقلكِ موجات الذاكرة نحو غابات قصائدي،
يذهلكِ الحرف..
عندما يطاوعكِ ويترجم ذبذبات قلبكِ
يذهلكِ الحرف..
وهو يرنو بحنان كبير إلى مرافئكِ،
عندها تتوهين باحثة بين أزاهير الصبا
وخصوبة الشباب،
لتختاريين وردةً قريبة
من مرافئ القلب
تقطفيها.. وتقدِّميها..
إلى عاشقٍ ضائعٍ في طيات الزمان .
* * * * *
6-6-2008
gao
بيتنا الـ بالتل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى