خواطر من حياة إنسان / بقلم عزالدين ظاهر
واحـــــة الإبــــــداع :: أدب :: خاطرة
صفحة 1 من اصل 1
خواطر من حياة إنسان / بقلم عزالدين ظاهر
ليا لي القرية:
قريتنا على سفح جبل, تمربجانبها ساقية ماء رقراق متدفق عميق كأسرار العذارى مزدا ن بالصفصا ف وأوراق البردي ,والغيد يحملن جرار الماء,يتمايلن كأوراق الصفصا ف مع النسما ت العذبة,ضحكاتهن تنعش الفؤاد العليل,يغنين الأوف والنايل والعتابا, وتحيط بقريتنا سهول خضراء من كل جانب,وتمتليء شعابها بالعائدين إليها المتعبين من كدهم طوال النهار, أثقلت كواهلهم المعاول الموحلة , يحملون في قلوبهم آلامهم وأحلامهم .. نفوسهم تواقة إلى نوم هاديءعلى سرير من قش الحصاد..ليالي قريتنا فرح كالقمرالمرسل أشعته,لتغمر الكون ,تعزف عليه الصبايا أغا ني الحب والوفاء,يرقبن عودة شبا ب القرية من أعمالهم,ويتشوقن إلى مواعيدالعاشقين متزينا ت متعطرات خلسة داخل الشجرالأخضر الريّان الحالم الذي يتمايل طرباً لاستقبال العاشقين إذا ماهجعت القرية,ونام الرقيب, فيحترق العاشقون من لهيب القبل والعناق,ثم تغفو اسرارهم في أحضان قلوبهم. حتى إذا تنفس الفجر, استيقظت قريتناعلى لحن الطبيعةالرائع الذي صاغه الخواروالثغاءوالنباح والنهيق والنقيق والصداح والهديل الذي طربت له الآذان,ورقصت له القلوب , نهض حينئذ أهل القرية إلى حقولهم وأعمالهم ليطعموا المدينة من ثمرات كدّ هم, يغمر قلوبهم في صباحهم الجديد عزم يملؤه نشاط نابض بالحلم والحياة..
الحسكة: عـزالدين ظاهر
حيرة شاب:
لمَ تحتارين؟ألم تحسّي بوجودي؟...ألم أرسمك ظلالاً فوق الأشياء؟ فوق الأفكار،فوق الأحاسيس..
لمَ تحتارين؟..وكنت رفيقة دربي في الأمسيا ت الحزينة..وكنت أشعاري أرويها للجداول المزهرة للعا شقين بين وروده.. للعاشقين..
للجا لسين..يودّعون غروب الشمس..بإغنيا ت فيها عبق الحنين للأيام الخوالي..
لمَ تحتارين؟..وكنت ألحظك من مكمني .أسائل نفسي عمّا تبحثين عنه..عن طيف ضاع في زحمة الناس العائدين من أرق العمل..
لمَ تحتارين؟ فالحيرة حيرتي..وأنا التائه في أفكاري،باحثاً عن أمل يسندني للبقاء في الحياة..يجعلني أعيش صراعا ت العصر،ومتاعبها..وجسدي المنهوك من طول عناء من بحث على أبواب العمل،فلامجيب عن لقمة عيش،تقيني مرارة الجوع..فلحظك وجدني بين المعذبين على رصيف الحياة،فأ شحت بوجهي عنك،وفررت منه بين الجموع..لأنني تائه،فلاسبيل..ولأنني لا أملك من متاع الحياة إلاّ نفسي..فكيف أعيش معك؟..وحتى ذلك الحين سيجمعنا لقاء..وسيكون عتاباً للعيون..ومحاكاة للأرواح..وسعادة للنفوس المتعبة بعد طول انتظار..
الحسكة: بقلم عـزالدين ظاهر
مواسم فرح الكادحين:
هم يسيرون..
هم يسيرون مثقلين بجراحا ت الشقاء آخرالنهار.
عائدين من منفاهم بين الحقول،على أكتافهم الفؤوس والمعاول.
والصمت يرسم ابتساما ت الحزن،وفرح العود ة إلى بيوتهم.
معرّشةبورود اللبلاب،تزّين الواجها ت والمداخل.
وبعض كرمة،عناقيدها،تتدلى على أكتا ف الغصون.
وشبّابة تعزف وداع الضوءفي فم شاعر.
يرسل التنهيدة تلوالأخرى لحسن ضاع في ليل المشاعر.
والقلب نام على الضنا،أرهف من رعشة السّيف في يد مقاتل.
وهوى كاحلات الأجفان في الخدور.
يسرقن اللحظ من الشبا ب الحائر.
ساهرون يروون الحكايا ت لأطفالهم بنوع من قصيد.
للعيون الحالمة بشذى العطر في المزاهر.
لغد مشرق ملآن بالعطاءوالمفاخر.
وتضيع الأحلام في الفجر حين شروق الشمس ودفء جديد.
لنبتة الأمل مغروسة بتراب داثر .
لمواسم الخيربعد طول عناء،وجهد نفس،وظمأةالحناجر.
الحسكة: بقلم: عزالدين ظاهر
حسين العساف- المدير العام
-
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 24/06/2008
باقة ورد عطرة إلى مربي الأجيال حسين حمدان العسّـا ف
http://www5.0zz0.com/thumbs/2008/07/30/13/149797777.jpg[/img][img]
با قة ورد عطرة إلى مربي الأجيال الكا تب حسين حمدان العسّـا ف:
من حق صديقي حسين حمدان العسّـا ف عليّ أن أكتب عنه، وفي المواقع التي أحب الإسهام فيها. كيف لا؟ وهو الأستاذ الجليل مدرّس مادة اللغة العربية، الذي أنار لأجياله درب اللغة العربية. عرفته منذ الصغر نجيباً، يحتذى به، عرفته طموحاً، ينظر إليه بمستقبل واعـد. يلمع بريق الأمل من مقلتيه، فيعانق فضاءاته الطافحة بنجوى اللغة، اعتلى ساحة المعرفة دون أترابه منذ أن كان فتى يافعاً حتى صار قبساً وضاء. تربّت في كنف رعايته أجيال متماوجة تشهد لعطاءاته بالفضل، وتخرّج من بين يديه قادة المجتمع، في طليعتهم الكتاب والشعراء يدينون لتعاليمه بالعرفان. من حقنا أن نزهو به، ونفخربمآثره، وهو ابن مدينتنا، مدينة الحسكة البا ر. دعاؤنا أن يحفظه الله من كل مكروه، ويديم عليه صحته، ويمنحه القدرة على المزيد من العطاء والإبداع ، ويبقيه ذخراً لبلده ولأجياله التي قطفت من رياضه ورداً معطراً بعبق لغته العربية التي عاش لها، ودافع عنها، وغرس محبتها في قلوب طلابه، أجزل الشكر لهذا الموقع المضيء الذي أتاح لي الكتابة عن صديقي، ولصديقي الأستاذ حسين خالص حبي وتقديري.
الحسكة/ سورية عـزالدين الظاهر
با قة ورد عطرة إلى مربي الأجيال الكا تب حسين حمدان العسّـا ف:
من حق صديقي حسين حمدان العسّـا ف عليّ أن أكتب عنه، وفي المواقع التي أحب الإسهام فيها. كيف لا؟ وهو الأستاذ الجليل مدرّس مادة اللغة العربية، الذي أنار لأجياله درب اللغة العربية. عرفته منذ الصغر نجيباً، يحتذى به، عرفته طموحاً، ينظر إليه بمستقبل واعـد. يلمع بريق الأمل من مقلتيه، فيعانق فضاءاته الطافحة بنجوى اللغة، اعتلى ساحة المعرفة دون أترابه منذ أن كان فتى يافعاً حتى صار قبساً وضاء. تربّت في كنف رعايته أجيال متماوجة تشهد لعطاءاته بالفضل، وتخرّج من بين يديه قادة المجتمع، في طليعتهم الكتاب والشعراء يدينون لتعاليمه بالعرفان. من حقنا أن نزهو به، ونفخربمآثره، وهو ابن مدينتنا، مدينة الحسكة البا ر. دعاؤنا أن يحفظه الله من كل مكروه، ويديم عليه صحته، ويمنحه القدرة على المزيد من العطاء والإبداع ، ويبقيه ذخراً لبلده ولأجياله التي قطفت من رياضه ورداً معطراً بعبق لغته العربية التي عاش لها، ودافع عنها، وغرس محبتها في قلوب طلابه، أجزل الشكر لهذا الموقع المضيء الذي أتاح لي الكتابة عن صديقي، ولصديقي الأستاذ حسين خالص حبي وتقديري.
الحسكة/ سورية عـزالدين الظاهر
حسين العساف- المدير العام
-
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 24/06/2008
واحـــــة الإبــــــداع :: أدب :: خاطرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى