حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(3)
صفحة 1 من اصل 1
حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(3)
حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(3)
دراسة نقدية
العابثون التائـهون حيــاتهم صــخب ولهـو ما عليه نقا ب
فمن الطبيعي أن تكون حياة العابثين التائهين صخباً ولهواً، وهذه الحياة تكون سافرة لاتحتاج إلى نقاب تتستر به، جاءت جملته (ما عليه نقاب) حشواً، لا فائدة منه، ويقول :
يتسلقون ذرا المناصب خلسة هل يا ترى أغراهــــم اللبلاب
ومعنى صدر البيت السابق أنَّ للمناصب الرفيعة إغراء، يدفع الناس إلى تسلق ذرا ها من خلف الستار ، وإذا كانت المنا صب مغرية إلى هذه الدرجة، فلا معنى لسؤاله في عجز البيت: هل يا ترى أغراهم اللبلاب؟ واللبلاب، نبت ملتو على شجر كما شرحه ابن منظور المصري، مؤلف معجم ( لسان العرب ) واتخاذ ه (اللبلاب) رمزاً للالتواء لم يؤد المعنى الذي يريده، هو يريد أن يقول في العجز:
أأغرتهم، ياترى المناصب الرفيعة؟ وهو حشو لامعنى له، جاء على صيغة سؤال ساذ ج، أجا ب عنه في صدرالبيت، وإذا أخذنا لفظة(اللبلاب) بمعنى الالتواء، فسؤاله يصير: أأغراهم الالتواء ياترى؟ وليس هذا مراده، وإنما المناصب الرفيعة، فخا ن مراد ه د قة التعبير، ذلك أَن المناصب الرفيعة، وليس الالتواء هي التي تغري الناس، وقد يكون الالتواء وسيلة عند بعض الناس للوصول إلى هذه المناصب، ولاحظ لفظة(سلوكهم) المعطوفة على(أخلاقهم) في البيت التالي :
هذي عقيدتهم وتلك طباعهم أخلاقهم وسـلوكهم كذّاب
فالأخلاق تدل فيما تدل على السلوك، والسلوك تعبيرعملي عن الأخلاق وترجمة لها، وقد جاءت لفظة(سلوكهم) حشواً لا معنى له، وفي عطفه(جوارهم) على (بقربهم) في قوله :
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغزوه ما اهتزت الأعصا ب
حشو لا معنى له اضطره إليه إتما م الوزن، فالاسم المعطوف يفيد معنى اسم المعطوف عليه،وكلا الاسمين يشترك في دلالة متقاربة، فالجوار هو القرب، وكان الاكتفاء بأحد هما يشير إلى الآخر، ويغني عنه، والشعر لمـح لاتفصيل، لايحتا ج إلى حشو كلمات مترادفة أو قريبة من التراد ف، ولايحتاج إلى كلما ت لاحقة تدل على كلمات سابقة، وأحياناً تضطره القافية بروّيها البائي أن يتلاعب بالألفاظ وصولاً إليها، مثال ذلك ما يقوله في البيت التالي :
يبغون مني خسـة ود نـاءة لم يستحوا مما استحى الأعراب
والفعل(استحى)كرّره تكريراً غير مستحب مرتين، وجاءت فكرة العجز ساذجة، هي تلاعب بالألفاظ، ليس فيها معنى جديد، ولا يرتبط بمعنى صدر البيت، فإذا كا ن الأعراب أشد كفراً
ونفا قاً، فهذا لا يعني أنَّ شخصيتهم تتسم بالخسة والد ناءة التي وصم بهما خصومه، ولا يكون الكافر أو المنافق بالضرورة د نيئاً أو خسيساً، فلا ترابط بين الاثنين، وإنما تلاعب بألفاظ الشطر الثاني وصولاً إلى كلمة(الأعراب) التي تناسب روي قصيدته ثم يمّم الأستاذ وجهه فجأة شطر القدس ليشكوها حال المستغلين بلدهم، المستبدين بشعبهم، فيقول:
أنبيك يا قدس الكرامة أنهم ما بينهم بكر ولا خطـــا ب
فما جدوى الشكوى لأسيرة مكبلة اليدين بالأصفاد، هي بحاجة إلى من يفك أسرها؟ وهل حزم أبي بكر وعدل عمر المفقودان في بلدعربي موجودان في بلدعربي آخر؟ بل هل وجدا بعد عهديهما ؟ ثم قفزإلى العراق ليقول :
بنت العراق أبيـــة وكريمة وفنا ؤها ما ارتا ده الأغرا ب
وهذا غير صحيح، ففناء بنت العراق ارتاده الاحتلال الامريكي الذي يشير إليه بقوله :
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغزوه ما اهتـزت الأعصا ب
ومن يتعرض للاحتلال، ففناؤه يرتاده المحتل، ولم يسلم من هذا بلد واحد تعرض للاحتلال، والعراق ليس استثناء من ذلك، ومن يقرأ تأريخ العراق يعرف أنه تعرض إلى موجات متعاقبة من الغزو الخارجي عبر التاريخ، ويفخر الأستاذ بنفسه مقلّداً القدماء، فيدّعى في البيت الأخير أنه جوّاب هامات الذرا، يقاوم مستغلي بلده في الداخل، ويتصدى لأعدائه في الخارج، فيقول :
إنّي لهم من خلفـهم وأمامهم ليث لهـا مات الذّرى جّــوا ب
وكان الفخر غرضاً قديماً من أغراض الشعر العربي، فالشاعر القديم يفخر بنفسه، وينسب إليها أحياناً أفعالاً لم يأت بها، وشجاعة يفتقر إليها، وبطولات لا وجودلها، لكنّ الشعراء هجروا قبل قرون خلت هذا التبجّح الأجوف والشجاعة الكاذبة احتراماً لعقول القراء وعدم الاستخفاف بها، وما دام في أمة ليث يجوب هامات الذّرا، فهي بخير، لاخوف عليها، لكنَّ الأُمة حين كثرت ليوثها كثرت هزائهما، وتوالت إخفاقاتها! ولا أدري كيف يُذل بلد أو يستغل أو يحتل، وفيه ليث هصور؟ أين شجا عة الليث؟ وإلى متى سيذخر ها؟ أوليس هذا الليث ابن من رضع الحليب أباة هذه الأمة كما يزعم؟ وأنا أعجب كيف يشكو الكبير بعقيدته القدس من هم بنظره برغش وذبا ب؟ الليث لايشكو القدس من المتاجرين بها وبأوطانهم، والشكوى لاتليق به، لأن الليث قوي مهيب، مرهوب الجانب يخشى بأسه الخصوم والأعداء، يأخذ حقه بنفسه، ولايؤخذ منه شيء، يصون حماه، ويحمي عرينه، ولايجرؤ أحد على اقتحامه، وما الشكوى إلاَّ ضعف في عالم يسوده الأقوياء، ولا يركن الليث للشكوى ممن يراهم صغاراً إلاَّ إذا كان ليثاً من دمية أو ورق !! وأسجّل له هنا ميزة يحمد عليها، أنه يعرض قصائده على من ينظر فيها، ويد ققها نحوياً ولغوياً وعروضياً، لكنه في قصيدته هذه لم يكن موفقاً في اختيار من لجأإليهم، فلم ينقذوه من أخطاء وقع فيها، وقارىء قصيدته يلاحظ تكرار الحرف الواحد في البيت تكراراً مملولاً، كما يلاحظ تجاور الأحرف الثقيلة الوطأة على الأذن، مثال ذلك تكرار حرف اللام في البيت التالي، وفيه يفصل حرف اللام، وهو ثقيل، حرفين ثقيلين آخرين هما: الظاء والضاد:
اللاهثون وراء ظل ضلالـة يحدوهم للدانيات ســرا ب
وتكرار ضمير الغائب للجماعة وأسماء الإشارة في البيتين التاليين :
هذي عقيدتهم وتلك طباعهم أَخلاقهم وســـلوكهم كذّاب
هذي مبادئهم وذلك شأنهم بيني وبينــهم يحول عبــا ب
وهذا التكرار المملول للأحرف أو للكلمات، وتجاور الأحرف الثقيلة،يفسدان فصاحة الألفاظ، كما يفسدان جرسها الموسيقي، والمعروف أَن لغة القصيدة ينبغي أَن تكون شاعرية، لها سمات:أهمها أَن تكون دقيقة معبرة موحية، لمّاحة، تتميّز ألفاظها بالجدة والطرافة، فلا تمتهن بكثرة الاستعمال، ولانجد هذه السمات في قصيدته: فمفردات قصيدته ممتهنة لكثرة استعمالها، وهي جامدة باهتة مجردة من النكهة والرائحة والشحنة العاطفية، ولا تصلح للشعر،مثل: (توصيف،أَغبياء،برغش،ذباب،الحضيض،اللبلاب،سرداب .. إلخ ) وتراكيبها، لا رشاقة فيها، ولا حيوية ولا جاذبية، انظر إلى أي بيت من أبيا ت قصيدته تجد لغة قصيدته في أحسن أحوالها نثراً عادياًموزوناً مقفى، يقول في البيت التالي :
يبغون مني خســـة ودنـاءة لم يستحوا مما استحى الأعراب
وهذا كلام عادي جداً، يريد أن يقول: إن خصومه لا يستحون أن يطلبوا منه القيام بفعل خسيس دنيء يستحي أن يأتي بمثله الأعراب، ومثله قوله:
هذي مبادئهم ، وذلك شأنهم بيني وبينـــهم يحول عبا ب
فهذا ليس شعراً وإنما كلام عادي، يقول فيه:لهم مبادئهم وشأنهم، وهو بعيد عنهم ، يحول بحر بينه وبينهم، وانظر إلى هذا البيت :
يمضون زحفاً كي ينالوا بعضها ما بينــهم من وزرها هيّا ب
أو هذا البيت :
يتزاحمون على بقيـــة منصب فدســـائس وتآمر وسبا ب
أو هذا البيت :
ذلَوا لأصحاب القرار ودينهم ولأجلهم وبأمرهم قد ذابـوا
وامض على هذا النحو إلى أبيات القصيدة كلها تجد أفكارها بسيطة وكلامها عادياً موزوناً مقفى، ولكنه لا يرتقي إلى لغة الشعر إ يحاء ولا تلميحاً ولا جاذبية ولا سلاسة ولا تأ ثيراً ولا جمالاً فضلاًعن أن القصيدة تقريرية، أسلوبها مباشر فج، انظر إلى عبارته الركيكة(ضميرهم ذبذاب ) في البيت التالي :
الها بطون إلى الحضيض بغيّهم المترفـون ضميرهم ذبذاب
يقال في اللغةضمير متذبذب) ولا يقالضمير ذبذاب) ولفظة(ذبذاب)، لا تقرها اللغة الفصيحة ولا اللهجة العامية، فعامة الناس تقولضمير متذبذب) ولا تقولضمير ذبذاب). صحيح أن المصدر السماعي للفعل الرباعي المضعف هو(فِعلال) لكن هذا المصدر يحفظ ما نقل منه عن القدماء، ولا يقاس عليه، وقد اضطرته القافية إلى هذا التجاوز، وأساء استخدام كلمة(نصّاب)في البيت التالي :
الطالبون من الحياة قشورها المرتشون كبيرهم نصا ب
والنصب لغة لها معا ن متعددة، أهمها وأكثرها تداولاً الإ عياء من العناء، والنصب:الداء والبلاء والشر، والنصب:كل ما عبد من دون الله تعالى من تمثال أو صنم، والأنصاب:حجارة كانت حول الكعبة،يذبح عليها لغير الله تعالى، والأنصاب:الأوثان، والنّصاب مبالغة اسم الفاعل، تصف من يكثر من مهنة العمل في الحجارة على غرار(حّجا ر) لمن يمتهن الحجارة، وهكذا، ولكنه لا يريد من لفظة
(نصّاب) أي معنى من المعاني السابقة، وإنمّا يريدها بمعنى (محتال)، وهي مفهومة على هذا النحو في بعض اللهجا ت العامية، لكنّها لا تحمل الدلالة ذاتها في لهجات عربية أخرى، ولم يقع الاتفا ق بالإجماع أو بالأكثرية على هذه الدلالة العامية، فهواستخد م كلمة عامية متوهماً أنها فصيحة. وعبارته في البيت التالي كأغلب عباراته في أبيات القصيدة، ليست سلسة ولا رشيقة، وإنما هي متكلفة ملتوية جافة، وفي هذا البيت قدّم فيها ما يتأخر وأخرفيها ما يتقدّم كقوله:
قد أدمنوا قيم التملق حرفة وعن التزلف صنعة ما تابوا
يريد أن يقول:قد أدمنوا حرفة قيم التملق، وما تا بوا عن صنعة التزلف، فجاءت عبارتاه في الصدر والعجز ركيكتين، لاحظ عبارته الملتوية الركيكة(يودي إليها ظلمة سرداب) في عجز البيت التالي:
جعلوا القيادة مكسباً ومطية يودي إليها ظلمة سرداب
يريد أن يقول:يودي إلى القيادة سرداب مظلم، رغم أنَّ كلمة(سرداب) المعّربة ثقيلة، لا تصلح للشعر. وأغفر له إشارته إلى الاثنين بلغة المفرد، كقوله :
هذي عقيدتهم ،و تلك طباعهم أخلاقهم وسلوكهم كذّا ب
وهو يشير بمبالغة اسم الفاعل المفرد(كذّاب) إلى الاثنين أخلاقهم وسلوكهم) ولم يثنِّ المبالغة لمجاورتها المفرد (سلوكهم ) بيد أنه أكثر من الإشارة إلى الاثنين بلغة المفرد إكثاراً غير مستساغ كإشارته باسم المجرور المفرد (ما عليه) إلى اثنين صخب ولهو ) في قوله:
العابثون التائهون حياتهم صخب ولهو ما عليه نقاب
وإشارته باسم المجرور المفرد (إليها) إلى اثنينمكسباً ومطية)كقوله:
جعلوا القيادة مكسباً ومطية يودي إليها ظلمة سرداب
ضعف لغة المؤلف وكثرة أخطائه اللغوية والنحويةوالإملائية:
وأغلب قصائدالأستاذ وطنية وقومية، وماقرأته منها، وهوغيرقليل، أقرب مايكون إلى الخطاب السياسي المباشرالمنظوم منه إلى الشعرالمؤثر، وانتقل من قصيدته هذه عائداً إلى كتيبهحسن علي الخليل مقالات ومقابلات صحفية)لأقف على عجل عند بعض أخطائه في اللغة النحووالصرف الواردة في مقالاته ومقابلاته التي تضمنّها كتيبه المذكور. ففي مستهل مقالته بعنوان (العام 2000 ووحدة 1958 في ذكراها الثانية والأربعين) التي نشرتها جريدة ( المجد ) الأردنية قال يوم بعد غد الأربعاء تمر علينا الذكرى الثانية والأربعين للوحدة بين سورية ومصر)، فلم يرفع الاسم المعطوف(الأربعين) بالواو، وقال في مقابلة أجرتها معه(صوت العرب) القاهرية وكان خروجه فوضوياً ( يعني خروج قصيدة النثر) لذلك لا أرى له مستقبلاً ولا وجود) ولم يعطف(وجود)على(مستقبلاً) بتنوين النصب. وفي المحاورة بينه وبين جريدة المجد، قال وهو يتحدث عن الشاعر نزار قباني أو بغداد التي ذهب إليها ظمآ ناً)، فصرف الصفة ( ظمآن ) وهي لاتنصرف، وقالرفض ( أبو يحيا ) الأردني دخول السفير الإسرائيلي والوفد السياحي معه إلى منتزهه )، فأخطأ صرفياً في اسم المكان ( منتزهه ) والصواب أن يقول متنزّهه ) لأنه اسم مكان لفعل أكثر من ثلاثي، وقال طالما أنَّ هنا ك
حكوما ت تطبع، وشعوب ترفض، فالنصر بالنهاية للشعوب) ولم ينصب الاسم المعطوف (شعوب) على اسم (أنّ ) ( جكوما ت ) بتنوين النصب،والأصح أن يستخدم حرف الخفض(في)بدلاً من(الباء)(في النهاية). وقالولم يكن عبد الناصر عقبة في وجه المثقفين بل كان قارئاً ذو فكر مستنير)، فلم ينصب الصفة(ذو) بالألف، وقال بل تعتبر حركة 16 تشرين الثاني عام 1970 كل ما يخرج عن طوعها وإرادتها عميل ومتآمر على الحق المقدس ) فأساء استخدام اسم الموصول ( ما ) وهو لغير العاقل،وليس في نيّته(التغليب ) قط، وكان عليه أَن يستخدم لـ ( عميل ومتآمر ) اسم الموصول ( من ) الدالة على العاقل، وتنصيب(عميل) بتنوين النصب،لأنه مفعول به ثان للفعل (تعتبر) المتعدي إلى مفعولين، ثم يعطف عليه (متآمر) بتنوين النصب..فإذا عدنا إلى المقابلة الأخيرةالتي أجراها معه الصحفي المعروف أحمدمظهرسعدوالمنشورةعلى موقع مجلة(ديوان العرب) الألكترونية وجدنا الأخطاء التالية: أخطأ الأستا ذ في توظيف حرف الجر(عـن)في قوله(ويتوقف وجود الأدب عـن هذه الأنواع)وكان عليه أن يستبدله بحرف الجر (على)، فيقولعلى هذه الأنواع)، وفي إجا بته عـن عصر الانكسارات العربية،أثبت الأستا ذ حرف( الياء) في الاسم المنقوص(مؤذ)الذي يحذف لأنه جاء خبراً مرفوعاً ونكرةفي عبارته التا ليةفالمشهد مؤذي وقاتل)،وفي إجابته عن سؤال: (مجموعاتك الشعرية جميعاً ملأ ى بالشعر السياسي .. فأين مكانة حواء وغزلياتك فيها)،أخطأ الأستاذ إملائياً،فرسم الهمزة المتوسطة التي ترسم على نبرة (دفئـاً) همزة متطرفة في عبارته التالية:
(فهي تملك سحراًوجا ذبية لايقاومان و(دفأ) وحنا ناً يحتاجهما الرجل)، وتمنيت لورأيت في أسلوب الأستاذ شيئاً مما قاله فيه الصحفي الأخ أحمد سعدو (كاتب متمكن0 سلس اللغة،جزل الكلمات0 تنساب الكلمة بين يديه كنهرالفرات. شعره يمتدعلى امتدادوطن العروبة من الأطلسي حتى الخليج العربي)،فلايليق بمن وصفه محاوره بالشاعـر السوري وبمن(يتربع على صهوة الشعر، ويخط بالقلم ما يعجز عنه غيره بسواه) أن يخلط بين مصطلحات أدبية، ويدلي بآراء في مسائل الشعروالأدب فجة،متعسفة، متخبطة، تفضح جهله فيهما، ولاتنم عن إلمامه بالحد الأدنى المطلوب للثقافة الأدبية واللغوية والنحوية التي لابد من توفرها لكل من يكتب الشعروالأدب، وبعدأن خرجنا من واحة الأستاذ حسن التي شوّق كاتب مقدمة كتيبه القارىءفي الدخول إليها، وأنا دخلتها من قبل، وأعرف مافيها، فإني لاأحسب الأستاذ حسن إلاّ مازحاً في إجا بته عن سؤال في إحدى مقابلاته الصحافيةوإنني أنوي القيام بجولات وزيارات لأقطارعربية لغايات أدبية)، و أرى أ نّه لايمكن أن يوّرط نفسه بجولات أدبيةإلى أقطار عربية، كما ورّط نفسه في خوضه دون تحفظ مسائل يجهلها في الشعروالأدب،ومن تجاوز الستين، يستطع أن يجنب نفسه حرجاً لاقبل له على مواجهته، فأهل مكةأدرى بشعابها 0
حسين حمدان العسّـا ف
دراسة نقدية
العابثون التائـهون حيــاتهم صــخب ولهـو ما عليه نقا ب
فمن الطبيعي أن تكون حياة العابثين التائهين صخباً ولهواً، وهذه الحياة تكون سافرة لاتحتاج إلى نقاب تتستر به، جاءت جملته (ما عليه نقاب) حشواً، لا فائدة منه، ويقول :
يتسلقون ذرا المناصب خلسة هل يا ترى أغراهــــم اللبلاب
ومعنى صدر البيت السابق أنَّ للمناصب الرفيعة إغراء، يدفع الناس إلى تسلق ذرا ها من خلف الستار ، وإذا كانت المنا صب مغرية إلى هذه الدرجة، فلا معنى لسؤاله في عجز البيت: هل يا ترى أغراهم اللبلاب؟ واللبلاب، نبت ملتو على شجر كما شرحه ابن منظور المصري، مؤلف معجم ( لسان العرب ) واتخاذ ه (اللبلاب) رمزاً للالتواء لم يؤد المعنى الذي يريده، هو يريد أن يقول في العجز:
أأغرتهم، ياترى المناصب الرفيعة؟ وهو حشو لامعنى له، جاء على صيغة سؤال ساذ ج، أجا ب عنه في صدرالبيت، وإذا أخذنا لفظة(اللبلاب) بمعنى الالتواء، فسؤاله يصير: أأغراهم الالتواء ياترى؟ وليس هذا مراده، وإنما المناصب الرفيعة، فخا ن مراد ه د قة التعبير، ذلك أَن المناصب الرفيعة، وليس الالتواء هي التي تغري الناس، وقد يكون الالتواء وسيلة عند بعض الناس للوصول إلى هذه المناصب، ولاحظ لفظة(سلوكهم) المعطوفة على(أخلاقهم) في البيت التالي :
هذي عقيدتهم وتلك طباعهم أخلاقهم وسـلوكهم كذّاب
فالأخلاق تدل فيما تدل على السلوك، والسلوك تعبيرعملي عن الأخلاق وترجمة لها، وقد جاءت لفظة(سلوكهم) حشواً لا معنى له، وفي عطفه(جوارهم) على (بقربهم) في قوله :
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغزوه ما اهتزت الأعصا ب
حشو لا معنى له اضطره إليه إتما م الوزن، فالاسم المعطوف يفيد معنى اسم المعطوف عليه،وكلا الاسمين يشترك في دلالة متقاربة، فالجوار هو القرب، وكان الاكتفاء بأحد هما يشير إلى الآخر، ويغني عنه، والشعر لمـح لاتفصيل، لايحتا ج إلى حشو كلمات مترادفة أو قريبة من التراد ف، ولايحتاج إلى كلما ت لاحقة تدل على كلمات سابقة، وأحياناً تضطره القافية بروّيها البائي أن يتلاعب بالألفاظ وصولاً إليها، مثال ذلك ما يقوله في البيت التالي :
يبغون مني خسـة ود نـاءة لم يستحوا مما استحى الأعراب
والفعل(استحى)كرّره تكريراً غير مستحب مرتين، وجاءت فكرة العجز ساذجة، هي تلاعب بالألفاظ، ليس فيها معنى جديد، ولا يرتبط بمعنى صدر البيت، فإذا كا ن الأعراب أشد كفراً
ونفا قاً، فهذا لا يعني أنَّ شخصيتهم تتسم بالخسة والد ناءة التي وصم بهما خصومه، ولا يكون الكافر أو المنافق بالضرورة د نيئاً أو خسيساً، فلا ترابط بين الاثنين، وإنما تلاعب بألفاظ الشطر الثاني وصولاً إلى كلمة(الأعراب) التي تناسب روي قصيدته ثم يمّم الأستاذ وجهه فجأة شطر القدس ليشكوها حال المستغلين بلدهم، المستبدين بشعبهم، فيقول:
أنبيك يا قدس الكرامة أنهم ما بينهم بكر ولا خطـــا ب
فما جدوى الشكوى لأسيرة مكبلة اليدين بالأصفاد، هي بحاجة إلى من يفك أسرها؟ وهل حزم أبي بكر وعدل عمر المفقودان في بلدعربي موجودان في بلدعربي آخر؟ بل هل وجدا بعد عهديهما ؟ ثم قفزإلى العراق ليقول :
بنت العراق أبيـــة وكريمة وفنا ؤها ما ارتا ده الأغرا ب
وهذا غير صحيح، ففناء بنت العراق ارتاده الاحتلال الامريكي الذي يشير إليه بقوله :
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغزوه ما اهتـزت الأعصا ب
ومن يتعرض للاحتلال، ففناؤه يرتاده المحتل، ولم يسلم من هذا بلد واحد تعرض للاحتلال، والعراق ليس استثناء من ذلك، ومن يقرأ تأريخ العراق يعرف أنه تعرض إلى موجات متعاقبة من الغزو الخارجي عبر التاريخ، ويفخر الأستاذ بنفسه مقلّداً القدماء، فيدّعى في البيت الأخير أنه جوّاب هامات الذرا، يقاوم مستغلي بلده في الداخل، ويتصدى لأعدائه في الخارج، فيقول :
إنّي لهم من خلفـهم وأمامهم ليث لهـا مات الذّرى جّــوا ب
وكان الفخر غرضاً قديماً من أغراض الشعر العربي، فالشاعر القديم يفخر بنفسه، وينسب إليها أحياناً أفعالاً لم يأت بها، وشجاعة يفتقر إليها، وبطولات لا وجودلها، لكنّ الشعراء هجروا قبل قرون خلت هذا التبجّح الأجوف والشجاعة الكاذبة احتراماً لعقول القراء وعدم الاستخفاف بها، وما دام في أمة ليث يجوب هامات الذّرا، فهي بخير، لاخوف عليها، لكنَّ الأُمة حين كثرت ليوثها كثرت هزائهما، وتوالت إخفاقاتها! ولا أدري كيف يُذل بلد أو يستغل أو يحتل، وفيه ليث هصور؟ أين شجا عة الليث؟ وإلى متى سيذخر ها؟ أوليس هذا الليث ابن من رضع الحليب أباة هذه الأمة كما يزعم؟ وأنا أعجب كيف يشكو الكبير بعقيدته القدس من هم بنظره برغش وذبا ب؟ الليث لايشكو القدس من المتاجرين بها وبأوطانهم، والشكوى لاتليق به، لأن الليث قوي مهيب، مرهوب الجانب يخشى بأسه الخصوم والأعداء، يأخذ حقه بنفسه، ولايؤخذ منه شيء، يصون حماه، ويحمي عرينه، ولايجرؤ أحد على اقتحامه، وما الشكوى إلاَّ ضعف في عالم يسوده الأقوياء، ولا يركن الليث للشكوى ممن يراهم صغاراً إلاَّ إذا كان ليثاً من دمية أو ورق !! وأسجّل له هنا ميزة يحمد عليها، أنه يعرض قصائده على من ينظر فيها، ويد ققها نحوياً ولغوياً وعروضياً، لكنه في قصيدته هذه لم يكن موفقاً في اختيار من لجأإليهم، فلم ينقذوه من أخطاء وقع فيها، وقارىء قصيدته يلاحظ تكرار الحرف الواحد في البيت تكراراً مملولاً، كما يلاحظ تجاور الأحرف الثقيلة الوطأة على الأذن، مثال ذلك تكرار حرف اللام في البيت التالي، وفيه يفصل حرف اللام، وهو ثقيل، حرفين ثقيلين آخرين هما: الظاء والضاد:
اللاهثون وراء ظل ضلالـة يحدوهم للدانيات ســرا ب
وتكرار ضمير الغائب للجماعة وأسماء الإشارة في البيتين التاليين :
هذي عقيدتهم وتلك طباعهم أَخلاقهم وســـلوكهم كذّاب
هذي مبادئهم وذلك شأنهم بيني وبينــهم يحول عبــا ب
وهذا التكرار المملول للأحرف أو للكلمات، وتجاور الأحرف الثقيلة،يفسدان فصاحة الألفاظ، كما يفسدان جرسها الموسيقي، والمعروف أَن لغة القصيدة ينبغي أَن تكون شاعرية، لها سمات:أهمها أَن تكون دقيقة معبرة موحية، لمّاحة، تتميّز ألفاظها بالجدة والطرافة، فلا تمتهن بكثرة الاستعمال، ولانجد هذه السمات في قصيدته: فمفردات قصيدته ممتهنة لكثرة استعمالها، وهي جامدة باهتة مجردة من النكهة والرائحة والشحنة العاطفية، ولا تصلح للشعر،مثل: (توصيف،أَغبياء،برغش،ذباب،الحضيض،اللبلاب،سرداب .. إلخ ) وتراكيبها، لا رشاقة فيها، ولا حيوية ولا جاذبية، انظر إلى أي بيت من أبيا ت قصيدته تجد لغة قصيدته في أحسن أحوالها نثراً عادياًموزوناً مقفى، يقول في البيت التالي :
يبغون مني خســـة ودنـاءة لم يستحوا مما استحى الأعراب
وهذا كلام عادي جداً، يريد أن يقول: إن خصومه لا يستحون أن يطلبوا منه القيام بفعل خسيس دنيء يستحي أن يأتي بمثله الأعراب، ومثله قوله:
هذي مبادئهم ، وذلك شأنهم بيني وبينـــهم يحول عبا ب
فهذا ليس شعراً وإنما كلام عادي، يقول فيه:لهم مبادئهم وشأنهم، وهو بعيد عنهم ، يحول بحر بينه وبينهم، وانظر إلى هذا البيت :
يمضون زحفاً كي ينالوا بعضها ما بينــهم من وزرها هيّا ب
أو هذا البيت :
يتزاحمون على بقيـــة منصب فدســـائس وتآمر وسبا ب
أو هذا البيت :
ذلَوا لأصحاب القرار ودينهم ولأجلهم وبأمرهم قد ذابـوا
وامض على هذا النحو إلى أبيات القصيدة كلها تجد أفكارها بسيطة وكلامها عادياً موزوناً مقفى، ولكنه لا يرتقي إلى لغة الشعر إ يحاء ولا تلميحاً ولا جاذبية ولا سلاسة ولا تأ ثيراً ولا جمالاً فضلاًعن أن القصيدة تقريرية، أسلوبها مباشر فج، انظر إلى عبارته الركيكة(ضميرهم ذبذاب ) في البيت التالي :
الها بطون إلى الحضيض بغيّهم المترفـون ضميرهم ذبذاب
يقال في اللغةضمير متذبذب) ولا يقالضمير ذبذاب) ولفظة(ذبذاب)، لا تقرها اللغة الفصيحة ولا اللهجة العامية، فعامة الناس تقولضمير متذبذب) ولا تقولضمير ذبذاب). صحيح أن المصدر السماعي للفعل الرباعي المضعف هو(فِعلال) لكن هذا المصدر يحفظ ما نقل منه عن القدماء، ولا يقاس عليه، وقد اضطرته القافية إلى هذا التجاوز، وأساء استخدام كلمة(نصّاب)في البيت التالي :
الطالبون من الحياة قشورها المرتشون كبيرهم نصا ب
والنصب لغة لها معا ن متعددة، أهمها وأكثرها تداولاً الإ عياء من العناء، والنصب:الداء والبلاء والشر، والنصب:كل ما عبد من دون الله تعالى من تمثال أو صنم، والأنصاب:حجارة كانت حول الكعبة،يذبح عليها لغير الله تعالى، والأنصاب:الأوثان، والنّصاب مبالغة اسم الفاعل، تصف من يكثر من مهنة العمل في الحجارة على غرار(حّجا ر) لمن يمتهن الحجارة، وهكذا، ولكنه لا يريد من لفظة
(نصّاب) أي معنى من المعاني السابقة، وإنمّا يريدها بمعنى (محتال)، وهي مفهومة على هذا النحو في بعض اللهجا ت العامية، لكنّها لا تحمل الدلالة ذاتها في لهجات عربية أخرى، ولم يقع الاتفا ق بالإجماع أو بالأكثرية على هذه الدلالة العامية، فهواستخد م كلمة عامية متوهماً أنها فصيحة. وعبارته في البيت التالي كأغلب عباراته في أبيات القصيدة، ليست سلسة ولا رشيقة، وإنما هي متكلفة ملتوية جافة، وفي هذا البيت قدّم فيها ما يتأخر وأخرفيها ما يتقدّم كقوله:
قد أدمنوا قيم التملق حرفة وعن التزلف صنعة ما تابوا
يريد أن يقول:قد أدمنوا حرفة قيم التملق، وما تا بوا عن صنعة التزلف، فجاءت عبارتاه في الصدر والعجز ركيكتين، لاحظ عبارته الملتوية الركيكة(يودي إليها ظلمة سرداب) في عجز البيت التالي:
جعلوا القيادة مكسباً ومطية يودي إليها ظلمة سرداب
يريد أن يقول:يودي إلى القيادة سرداب مظلم، رغم أنَّ كلمة(سرداب) المعّربة ثقيلة، لا تصلح للشعر. وأغفر له إشارته إلى الاثنين بلغة المفرد، كقوله :
هذي عقيدتهم ،و تلك طباعهم أخلاقهم وسلوكهم كذّا ب
وهو يشير بمبالغة اسم الفاعل المفرد(كذّاب) إلى الاثنين أخلاقهم وسلوكهم) ولم يثنِّ المبالغة لمجاورتها المفرد (سلوكهم ) بيد أنه أكثر من الإشارة إلى الاثنين بلغة المفرد إكثاراً غير مستساغ كإشارته باسم المجرور المفرد (ما عليه) إلى اثنين صخب ولهو ) في قوله:
العابثون التائهون حياتهم صخب ولهو ما عليه نقاب
وإشارته باسم المجرور المفرد (إليها) إلى اثنينمكسباً ومطية)كقوله:
جعلوا القيادة مكسباً ومطية يودي إليها ظلمة سرداب
ضعف لغة المؤلف وكثرة أخطائه اللغوية والنحويةوالإملائية:
وأغلب قصائدالأستاذ وطنية وقومية، وماقرأته منها، وهوغيرقليل، أقرب مايكون إلى الخطاب السياسي المباشرالمنظوم منه إلى الشعرالمؤثر، وانتقل من قصيدته هذه عائداً إلى كتيبهحسن علي الخليل مقالات ومقابلات صحفية)لأقف على عجل عند بعض أخطائه في اللغة النحووالصرف الواردة في مقالاته ومقابلاته التي تضمنّها كتيبه المذكور. ففي مستهل مقالته بعنوان (العام 2000 ووحدة 1958 في ذكراها الثانية والأربعين) التي نشرتها جريدة ( المجد ) الأردنية قال يوم بعد غد الأربعاء تمر علينا الذكرى الثانية والأربعين للوحدة بين سورية ومصر)، فلم يرفع الاسم المعطوف(الأربعين) بالواو، وقال في مقابلة أجرتها معه(صوت العرب) القاهرية وكان خروجه فوضوياً ( يعني خروج قصيدة النثر) لذلك لا أرى له مستقبلاً ولا وجود) ولم يعطف(وجود)على(مستقبلاً) بتنوين النصب. وفي المحاورة بينه وبين جريدة المجد، قال وهو يتحدث عن الشاعر نزار قباني أو بغداد التي ذهب إليها ظمآ ناً)، فصرف الصفة ( ظمآن ) وهي لاتنصرف، وقالرفض ( أبو يحيا ) الأردني دخول السفير الإسرائيلي والوفد السياحي معه إلى منتزهه )، فأخطأ صرفياً في اسم المكان ( منتزهه ) والصواب أن يقول متنزّهه ) لأنه اسم مكان لفعل أكثر من ثلاثي، وقال طالما أنَّ هنا ك
حكوما ت تطبع، وشعوب ترفض، فالنصر بالنهاية للشعوب) ولم ينصب الاسم المعطوف (شعوب) على اسم (أنّ ) ( جكوما ت ) بتنوين النصب،والأصح أن يستخدم حرف الخفض(في)بدلاً من(الباء)(في النهاية). وقالولم يكن عبد الناصر عقبة في وجه المثقفين بل كان قارئاً ذو فكر مستنير)، فلم ينصب الصفة(ذو) بالألف، وقال بل تعتبر حركة 16 تشرين الثاني عام 1970 كل ما يخرج عن طوعها وإرادتها عميل ومتآمر على الحق المقدس ) فأساء استخدام اسم الموصول ( ما ) وهو لغير العاقل،وليس في نيّته(التغليب ) قط، وكان عليه أَن يستخدم لـ ( عميل ومتآمر ) اسم الموصول ( من ) الدالة على العاقل، وتنصيب(عميل) بتنوين النصب،لأنه مفعول به ثان للفعل (تعتبر) المتعدي إلى مفعولين، ثم يعطف عليه (متآمر) بتنوين النصب..فإذا عدنا إلى المقابلة الأخيرةالتي أجراها معه الصحفي المعروف أحمدمظهرسعدوالمنشورةعلى موقع مجلة(ديوان العرب) الألكترونية وجدنا الأخطاء التالية: أخطأ الأستا ذ في توظيف حرف الجر(عـن)في قوله(ويتوقف وجود الأدب عـن هذه الأنواع)وكان عليه أن يستبدله بحرف الجر (على)، فيقولعلى هذه الأنواع)، وفي إجا بته عـن عصر الانكسارات العربية،أثبت الأستا ذ حرف( الياء) في الاسم المنقوص(مؤذ)الذي يحذف لأنه جاء خبراً مرفوعاً ونكرةفي عبارته التا ليةفالمشهد مؤذي وقاتل)،وفي إجابته عن سؤال: (مجموعاتك الشعرية جميعاً ملأ ى بالشعر السياسي .. فأين مكانة حواء وغزلياتك فيها)،أخطأ الأستاذ إملائياً،فرسم الهمزة المتوسطة التي ترسم على نبرة (دفئـاً) همزة متطرفة في عبارته التالية:
(فهي تملك سحراًوجا ذبية لايقاومان و(دفأ) وحنا ناً يحتاجهما الرجل)، وتمنيت لورأيت في أسلوب الأستاذ شيئاً مما قاله فيه الصحفي الأخ أحمد سعدو (كاتب متمكن0 سلس اللغة،جزل الكلمات0 تنساب الكلمة بين يديه كنهرالفرات. شعره يمتدعلى امتدادوطن العروبة من الأطلسي حتى الخليج العربي)،فلايليق بمن وصفه محاوره بالشاعـر السوري وبمن(يتربع على صهوة الشعر، ويخط بالقلم ما يعجز عنه غيره بسواه) أن يخلط بين مصطلحات أدبية، ويدلي بآراء في مسائل الشعروالأدب فجة،متعسفة، متخبطة، تفضح جهله فيهما، ولاتنم عن إلمامه بالحد الأدنى المطلوب للثقافة الأدبية واللغوية والنحوية التي لابد من توفرها لكل من يكتب الشعروالأدب، وبعدأن خرجنا من واحة الأستاذ حسن التي شوّق كاتب مقدمة كتيبه القارىءفي الدخول إليها، وأنا دخلتها من قبل، وأعرف مافيها، فإني لاأحسب الأستاذ حسن إلاّ مازحاً في إجا بته عن سؤال في إحدى مقابلاته الصحافيةوإنني أنوي القيام بجولات وزيارات لأقطارعربية لغايات أدبية)، و أرى أ نّه لايمكن أن يوّرط نفسه بجولات أدبيةإلى أقطار عربية، كما ورّط نفسه في خوضه دون تحفظ مسائل يجهلها في الشعروالأدب،ومن تجاوز الستين، يستطع أن يجنب نفسه حرجاً لاقبل له على مواجهته، فأهل مكةأدرى بشعابها 0
حسين حمدان العسّـا ف
حسين العساف- المدير العام
-
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 24/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى