حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(2)
صفحة 1 من اصل 1
حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(2)
حسن علي الخليل ـ مقالات ومقابلات صحفية(2)
دراسة نقدية
قراءة إحدى قصائده:
وأقرأ الآن إحدى قصائده قراءة، أتخلى فيها عـن المجاملة التي تضر، ولاتنفع، ليرى الأستاذ مايكتبه في ميزان آخرغـير الإطراءوالثناء، فأختار قصيدة من قصائده، ليست قديمة0 القصيدة نشرها لأصدقائه، يرسم فيها مشهداً، شرحه لهم، ميدانه مركز امتحاني لطلاب الشهادتين: الثانوية والإعدادية في دورة امتحانية سابقة، تابع لمدينة القامشلي، كلفته مديرية التربية بالحسكة بإدارته، فتولى دور البطولة في هذا المشهد، وتشدّ د في إداراةالمركزتشدداً أغاظ بعض المراقبين، أو المسؤولين، فطالبوه بالمرونة، وربما فهم الأستاذ أن غايتهم من هذاالطلب إيجاد المناخ الملائم للتسيب والغش في مركزه الامتحاني، فلم يستجب لهم، وتنمرواعليه لإضعافه، لكنهم كانوا أمام عزيمته القوية،كمايصف نفسه بقصيدته، برغشاً وذباباً، ومضى يستعرض في القصيدة سلوكهم فنون النفاق والتملق للوصول إلى المناصب التي يتنافسون فيها، ويتزاحمون عليها، ويرخصون نفوسهم في سبيلها، فنعته هؤلاء لتشدّده بالإرهابي، وربما عـدالأستاذ هذا النعت في قرارة نفسه ميزة له ودلالة على حزمه الذي لا يعرف اللين في أداء الواجب، فراح يردده في مجالسه متباهياً به، ورأى أنَّ عقيدتهم تدعوهم إلى إشاعة الغش والفوضى ومخالفة تعليمات النظام، كال لهم سيلاً من الصفات، وصفهم بالخائبين،العاجزين، العابثين، الهابطين إلى الحضيض، المتملقين، وشبههم بالأزلام والبرغش والذباب والعقارب والذئاب، ثم انتقل فجأة إلى القدس يشكوها في بيت واحد حال هؤلاء المفسدين، ثم قفز بعد ذلك إلى غزو العراق في بيتين، كان فيهما معتداً بانتمائه إلى أجداده الأعـزة الأباة، ورأى نفسه في البيت الأخير ليثاً يجوب هامات الذرا، يتصدى لتيار المفسدين في الداخل كما يتصدى للمحتلين الغزاة من الخارج ، وأنشر قصيدته كما وردتني، بخط يده من أحد الأصدقاء، وهي بلا عنوان، هذا نصها:
وصفت بالإرهــاب أيّ جهالــــــــة جــاء بها الأزلام والأذ نــــــــــــا ب
اللاهثون وراء ظل ضلالــــــــــــة يحدوهــم للدانيـــــــــــــــا ت سرا ب
ما ارتبت في توصيفهم وضلالــهم ما كــنت في أمثالهـــــــــــــم أرتا ب
إني الكبيـــــــــــر أمامهم بعقيد تي ومبادئي للأغـبيــــــــــــــــــــاء كتاب
يبغون مني خســـــــــــــــة ودناءة لم يستحوا مما استحى الأعــــــــراب
هذي عقيدتي، وتلك طباعــــــــهم أخلاقهـــــــــــــــــــم وسلوكهم كـذّاب
هذي مبادئهم وذلك شـــــــــــــأنهم بيني وبينهم يحـــــــــــــــول عــبا ب
الخائبـــــــــون،العاجـزون تنمروا وهــــــــــــم أمامي برغش وذ بـا ب
الغائبون عن الوجــــــــــود بفعلهم الحاضرون كأ نـــــــــــــهم أغـرا ب
العابثون التائهــــــــــــــون حياتهم صخب ولهــــــــو ما عليه نقــــــا ب
الطالبون من الحياة قشـــــــــورها المرتشون ، كبيــــــــــــرهم نصّـا ب
الها بطـــــون إلى الحضيض بغيّهم المترفـــــــــــون ، ضميرهم ذ بذا ب
قد أدمنوا قيم التملق حرفَــــــــــــة وعــن التزلف صنعة،ما تا بــــــــــوا
جعلوا القيا دة مكسباً ومطيـــــــــة يودي إليها ظلمـــــــــــــــة سـردا ب
يتسلقون ذرا المناصب خلســــــة هل يا تــــــــــــرى أغـرا هم اللبلا ب
يمضون زحفاً كي ينالـــوا بعضها ما بينـــــــــــــــهم من وزرها هيـّا ب
يتزاحمـون على بقيـــــــة منصب فدسائس وتآ مــــــــــــــــــر وسـبا ب
ذلوا لأصحا ب القرار ودينــــــهم ولأجلهــــــم وبأمرهم قد ذا بــــــــــوا
أنبيك يا قدس الكرامــــــــــة أنهم ما بينهم بكــــــــــــــــــر ولا خطّـا ب
أنا بالعدالة والحقيقـــــــــة احتمي وهم بذاك عقــــــــــــــــــارب وذئا ب
ويحي لبعث حَرفــــــــــوا أهدافه أضحى كبيت ماله أبــــــــــــــــوا ب
يرتاده من شــــــاء حتى يرتـقي وبـــــــــــــــــداره يتكاثر الحجـا ب
أنا ا بن من رضع الأباة حليبها وبفرعها تتعـــا نق الأنســـــــــــــا ب
بنت العراق أبيـة وكريمـــــــــة وفناءها ما ارتـــــاد ه الأغــــــرا ب
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغــــــزوه ما اهتــــــزت الأعصا ب
إني لهم من خلفهـــــــم وأمامـهم ليث لهامــــــــــــــا ت الذرى جوّا ب
*************************
إن من يؤدي واجبه في مراقبة الامتحان على نحو صحيح ليس إرهابياً، ولايضيره في شيء أن ينعته متهاون أوتا فه بالإرهابي، ولس الحزم في ضبط المركز والمراقبة إرهاباً إلاَّ عند المتضررين منه، والأستاذ ليس بدعاً متميزاً في ضبط المركز ومراقبته، فما هو إلاَّ واحد من عشرات رؤوساء المراكز الامتحانية في محافظة الحسكة، يحرصون على سلامة الامتحان من كل خلل، ونزاهته من كل غش، وهوليس أول، ولا آخر من يتشدد في المراقبة ـ إن كان متشدداً كما يزعم ـ وهناك من تشدّد في مراقبة الامتحان، وضبط المركز، ومع ذلك لم ينعته أحد بالإرهابي، بل كان موضع إعجاب الجميع وتقديرهم، وأنا دخلت أجواء الامتحا نات منذ سنوات طويلة مندوباً للتربية، أشرف على المراكز الامتحانية في محا فظة الحسكة، وقبل ذلك كنت مثله رئيساً لمركز امتحا ني بضع سنوات، ويعرف الطلاب،كما تعرف مديرية التربية مدى تشددي في المراقبة وضبطي للمراكز، وكان آخر مركز امتحاني تولّيت رئاسته مركزاً صعب المراس، عصي الانقياد، هو (عربستان ) لطلاب الدراسة الحرة بمدينة(القامشلي)، أحكمت ضبطه حتى استقام أمره، وغدا أنموذجاً للمراكز الامتحانية الأخرى في محافظة الحسكة، وتقد ّم في انضباطه على المراكز النظامية، ولم ينعتني أحد بالإرهابي، وإنما نلت ثناء من مديرية التربية با لحسكة، ما زلت محتفظاً به إضا فة إلى الثناءات التي نلتها منها من قبل، وفي فترة الامتحا نا ت نجتمع نحن مندوبي التربية بمدير التربية اجتماعات شبه يومية، نستعرض خلالها واقع امتحانا ت المحافظة، فلم يحدّثنا أحد عنه شيئاً، ولم نسمع أحداً نعته بالإرهابي، ولم أسمع أنَّ مديرية التربية أثنت على ضبطه المركز، ومن الطبيعي أن تظهر المخالفا ت في هذا المركز أو ذاك، أو أن تبرز مآ خذ على أنشطة بعض المراقبين في الامتحان، فيقصّر هذا المرا قب، ويتهاون ذا ك، وقد لايكون رئيس المركز نفسه صارماً في تنفيذ تعليمات الامتحان، فهذا أمر يحدث، وينبغي معا لجة المخالفا ت والتجاوزات، معالجة تربوية صحيحة وفقاً لتعليما ت الامتحان بكل حزم وصرامة، إن ضعاف النفوس ممن لا وازع عندهم من ضمير، هم من يشيع الغش والفوضى في المراكز الامتحا نية وسائر دوائر الدولة لغايات نفعية رخيصة، وهم المتضررون من التشدد في تنفيذ تعليمات الامتحان وغيره، فالتشدد أو الاعتدال أو التها ون في المراقبة أو في أداء الواجب مردّه في المقا م الأول إلى أخلاق المراقب أوا لمسؤول أو المواطن أيّاً كان موقعه وإلى وعيه وتربيته الشخصية وتكوينه النفسي قبل أي شيء آخر، وليس صحيحاً أن عقيدة المتهاونين تدعوهم إلى التقصيرأو التواطؤ في أداء الواجب كما يقول :
يبغـون مني خســة ودناءة لم يستحوا مما استحى الأعـرا ب
هذي عقيدتهم ، وتلك طباعهم أخلاقهم وسـلوكهم كـذّا ب
إنّ هذا حكم متعسف، يجافي ا لحق، فا لمسؤول عن تفشي الغش في المراكز الامتحا نية هم المقصرون أوالمتها ونون أو المنحرفون، لا عقيدتهم، والعقيدة التي يتظاهر بها هؤلاءترفض سلوكهم، عقيدتهم شيء، وسلوكهم شيءآخر، وهؤلاءوأمثالهم أضعفوا البلد، وعاثوا فيه فساداًوإفساداً، وأ فقرواأبناءه وأذلوهم، وهم كما يقول في البيت التالي منا قضاً ما قا له في البيت السابق :
ويحي لبعث حرّفوا أهدافه أضحى كبيت ، ماله أبـواب
فأهداف البعث هي أهداف الأمة، والأهداف لا تنحرف، وإنّما سوء التطبيق أوانعدامه يحرفها عن مسارها الصحيح، وثمة فجوة تتسع أو تضيق بين مبادئ الفرد وممارساته، وقد ينا قض سلوك الفرد على أرض الواقع مبادئه التي يعلنها أو يؤمن بها حقيقة أو ادّعا ء، وهذه الفجوة هي آفة الآفا ت وعلة العلل، وهي من أخطر العقبا ت التي تبرز بوجه تطلعاتنا الوطنية والقومية والإنسانية نحو المستقبل، وتتجلى هذه الفجوة بل الهوة في نهج النظم الحاكمة،كما تتجلى أيضاً في نهج الأحزاب والقوى المعارضة، فلو أتيحت السلطة لقوى المعارضة لوقعت فيما وقعت فيه النظم الحاكمة، ولما كانت أفضل حالاً منها في أغلب الأحيان، ورغم ذلك فليس أهل العقيدة، أي عقيدة، جميعهم مقصرين أو منحرفين، منهم الأوفياء لعقيدتهم المخلصون لمبادئهم الحريصون على تطبيقها حرص الأستاذ على تنفيذ تعليما ت الامتحا ن، والأستاذ يدرك أنَّ رئيس المركز أو أي مسؤول آخر مهما كان متشدداً في ضبط المركز، ومهما أوتي من حزم في أداء واجبه، فهو أعجز أن يضبط في المركز منفرداً قا عة امتحا نية واحدة د ون مساعدة الآخرين ود ون أن يستند إلى تعليما ت صارمة تؤازره. إن نجا ح المركز في أداء مهمته يتوقف على تعا ون الجميع، رئيس المركز والمراقبين، ومؤازرة مديرية التربية التي تؤكد باستمرار على تنفيذ تعليمات الامتحان .ويتبا هى الأستاذ بعقيدته، ويكبرها ، فيقول :
إني الكبير أمامـهم بعقيدتي ومبادئي للأغبيــاء كتــا ب
إنّ صدره لايتسع لقبول الآخر، فيشتمه و يتهمه بالخيانة والغباء، ومبادئه كتاب، ولا أدري ما فائدة كتابه إذا كان قراؤه أغبياء؟ وماذا ينتفع القّراء الأغبياء من مضمون هذا الكتا ب؟ وكنت أتمنى أن يقرأه غير الأغبياء للاستفادة منه !! وأفكاربعض الأبيا ت سطحية، فالمعنى الذي يرد بالصد ر يتكرربالعجز، ويحشو العجز بكلمات جا فة با هتة مثل كلمات الصدر فهويقول :
ما ارتبت في توصيفهم وضلالهم ماكنت في أمثالــهم أرتـا ب
إذا كا ن الأستاذ لا يرتاب في توصيف فئة من الناس، فواضح أنه لايرتا ب في توصيف أمثالهم وهذا المعنى يفهم من فكرة الصدر، ولا داعي لفكرة العجز التي جاءت تكراراً له، وحشواً لا معنى له، اضطر إليها لإتمام الوزن، و يقول :
دراسة نقدية
قراءة إحدى قصائده:
وأقرأ الآن إحدى قصائده قراءة، أتخلى فيها عـن المجاملة التي تضر، ولاتنفع، ليرى الأستاذ مايكتبه في ميزان آخرغـير الإطراءوالثناء، فأختار قصيدة من قصائده، ليست قديمة0 القصيدة نشرها لأصدقائه، يرسم فيها مشهداً، شرحه لهم، ميدانه مركز امتحاني لطلاب الشهادتين: الثانوية والإعدادية في دورة امتحانية سابقة، تابع لمدينة القامشلي، كلفته مديرية التربية بالحسكة بإدارته، فتولى دور البطولة في هذا المشهد، وتشدّ د في إداراةالمركزتشدداً أغاظ بعض المراقبين، أو المسؤولين، فطالبوه بالمرونة، وربما فهم الأستاذ أن غايتهم من هذاالطلب إيجاد المناخ الملائم للتسيب والغش في مركزه الامتحاني، فلم يستجب لهم، وتنمرواعليه لإضعافه، لكنهم كانوا أمام عزيمته القوية،كمايصف نفسه بقصيدته، برغشاً وذباباً، ومضى يستعرض في القصيدة سلوكهم فنون النفاق والتملق للوصول إلى المناصب التي يتنافسون فيها، ويتزاحمون عليها، ويرخصون نفوسهم في سبيلها، فنعته هؤلاء لتشدّده بالإرهابي، وربما عـدالأستاذ هذا النعت في قرارة نفسه ميزة له ودلالة على حزمه الذي لا يعرف اللين في أداء الواجب، فراح يردده في مجالسه متباهياً به، ورأى أنَّ عقيدتهم تدعوهم إلى إشاعة الغش والفوضى ومخالفة تعليمات النظام، كال لهم سيلاً من الصفات، وصفهم بالخائبين،العاجزين، العابثين، الهابطين إلى الحضيض، المتملقين، وشبههم بالأزلام والبرغش والذباب والعقارب والذئاب، ثم انتقل فجأة إلى القدس يشكوها في بيت واحد حال هؤلاء المفسدين، ثم قفز بعد ذلك إلى غزو العراق في بيتين، كان فيهما معتداً بانتمائه إلى أجداده الأعـزة الأباة، ورأى نفسه في البيت الأخير ليثاً يجوب هامات الذرا، يتصدى لتيار المفسدين في الداخل كما يتصدى للمحتلين الغزاة من الخارج ، وأنشر قصيدته كما وردتني، بخط يده من أحد الأصدقاء، وهي بلا عنوان، هذا نصها:
وصفت بالإرهــاب أيّ جهالــــــــة جــاء بها الأزلام والأذ نــــــــــــا ب
اللاهثون وراء ظل ضلالــــــــــــة يحدوهــم للدانيـــــــــــــــا ت سرا ب
ما ارتبت في توصيفهم وضلالــهم ما كــنت في أمثالهـــــــــــــم أرتا ب
إني الكبيـــــــــــر أمامهم بعقيد تي ومبادئي للأغـبيــــــــــــــــــــاء كتاب
يبغون مني خســـــــــــــــة ودناءة لم يستحوا مما استحى الأعــــــــراب
هذي عقيدتي، وتلك طباعــــــــهم أخلاقهـــــــــــــــــــم وسلوكهم كـذّاب
هذي مبادئهم وذلك شـــــــــــــأنهم بيني وبينهم يحـــــــــــــــول عــبا ب
الخائبـــــــــون،العاجـزون تنمروا وهــــــــــــم أمامي برغش وذ بـا ب
الغائبون عن الوجــــــــــود بفعلهم الحاضرون كأ نـــــــــــــهم أغـرا ب
العابثون التائهــــــــــــــون حياتهم صخب ولهــــــــو ما عليه نقــــــا ب
الطالبون من الحياة قشـــــــــورها المرتشون ، كبيــــــــــــرهم نصّـا ب
الها بطـــــون إلى الحضيض بغيّهم المترفـــــــــــون ، ضميرهم ذ بذا ب
قد أدمنوا قيم التملق حرفَــــــــــــة وعــن التزلف صنعة،ما تا بــــــــــوا
جعلوا القيا دة مكسباً ومطيـــــــــة يودي إليها ظلمـــــــــــــــة سـردا ب
يتسلقون ذرا المناصب خلســــــة هل يا تــــــــــــرى أغـرا هم اللبلا ب
يمضون زحفاً كي ينالـــوا بعضها ما بينـــــــــــــــهم من وزرها هيـّا ب
يتزاحمـون على بقيـــــــة منصب فدسائس وتآ مــــــــــــــــــر وسـبا ب
ذلوا لأصحا ب القرار ودينــــــهم ولأجلهــــــم وبأمرهم قد ذا بــــــــــوا
أنبيك يا قدس الكرامــــــــــة أنهم ما بينهم بكــــــــــــــــــر ولا خطّـا ب
أنا بالعدالة والحقيقـــــــــة احتمي وهم بذاك عقــــــــــــــــــارب وذئا ب
ويحي لبعث حَرفــــــــــوا أهدافه أضحى كبيت ماله أبــــــــــــــــوا ب
يرتاده من شــــــاء حتى يرتـقي وبـــــــــــــــــداره يتكاثر الحجـا ب
أنا ا بن من رضع الأباة حليبها وبفرعها تتعـــا نق الأنســـــــــــــا ب
بنت العراق أبيـة وكريمـــــــــة وفناءها ما ارتـــــاد ه الأغــــــرا ب
يغزى العراق بقربهم وجوارهم ولغــــــزوه ما اهتــــــزت الأعصا ب
إني لهم من خلفهـــــــم وأمامـهم ليث لهامــــــــــــــا ت الذرى جوّا ب
*************************
إن من يؤدي واجبه في مراقبة الامتحان على نحو صحيح ليس إرهابياً، ولايضيره في شيء أن ينعته متهاون أوتا فه بالإرهابي، ولس الحزم في ضبط المركز والمراقبة إرهاباً إلاَّ عند المتضررين منه، والأستاذ ليس بدعاً متميزاً في ضبط المركز ومراقبته، فما هو إلاَّ واحد من عشرات رؤوساء المراكز الامتحانية في محافظة الحسكة، يحرصون على سلامة الامتحان من كل خلل، ونزاهته من كل غش، وهوليس أول، ولا آخر من يتشدد في المراقبة ـ إن كان متشدداً كما يزعم ـ وهناك من تشدّد في مراقبة الامتحان، وضبط المركز، ومع ذلك لم ينعته أحد بالإرهابي، بل كان موضع إعجاب الجميع وتقديرهم، وأنا دخلت أجواء الامتحا نات منذ سنوات طويلة مندوباً للتربية، أشرف على المراكز الامتحانية في محا فظة الحسكة، وقبل ذلك كنت مثله رئيساً لمركز امتحا ني بضع سنوات، ويعرف الطلاب،كما تعرف مديرية التربية مدى تشددي في المراقبة وضبطي للمراكز، وكان آخر مركز امتحاني تولّيت رئاسته مركزاً صعب المراس، عصي الانقياد، هو (عربستان ) لطلاب الدراسة الحرة بمدينة(القامشلي)، أحكمت ضبطه حتى استقام أمره، وغدا أنموذجاً للمراكز الامتحانية الأخرى في محافظة الحسكة، وتقد ّم في انضباطه على المراكز النظامية، ولم ينعتني أحد بالإرهابي، وإنما نلت ثناء من مديرية التربية با لحسكة، ما زلت محتفظاً به إضا فة إلى الثناءات التي نلتها منها من قبل، وفي فترة الامتحا نا ت نجتمع نحن مندوبي التربية بمدير التربية اجتماعات شبه يومية، نستعرض خلالها واقع امتحانا ت المحافظة، فلم يحدّثنا أحد عنه شيئاً، ولم نسمع أحداً نعته بالإرهابي، ولم أسمع أنَّ مديرية التربية أثنت على ضبطه المركز، ومن الطبيعي أن تظهر المخالفا ت في هذا المركز أو ذاك، أو أن تبرز مآ خذ على أنشطة بعض المراقبين في الامتحان، فيقصّر هذا المرا قب، ويتهاون ذا ك، وقد لايكون رئيس المركز نفسه صارماً في تنفيذ تعليمات الامتحان، فهذا أمر يحدث، وينبغي معا لجة المخالفا ت والتجاوزات، معالجة تربوية صحيحة وفقاً لتعليما ت الامتحان بكل حزم وصرامة، إن ضعاف النفوس ممن لا وازع عندهم من ضمير، هم من يشيع الغش والفوضى في المراكز الامتحا نية وسائر دوائر الدولة لغايات نفعية رخيصة، وهم المتضررون من التشدد في تنفيذ تعليمات الامتحان وغيره، فالتشدد أو الاعتدال أو التها ون في المراقبة أو في أداء الواجب مردّه في المقا م الأول إلى أخلاق المراقب أوا لمسؤول أو المواطن أيّاً كان موقعه وإلى وعيه وتربيته الشخصية وتكوينه النفسي قبل أي شيء آخر، وليس صحيحاً أن عقيدة المتهاونين تدعوهم إلى التقصيرأو التواطؤ في أداء الواجب كما يقول :
يبغـون مني خســة ودناءة لم يستحوا مما استحى الأعـرا ب
هذي عقيدتهم ، وتلك طباعهم أخلاقهم وسـلوكهم كـذّا ب
إنّ هذا حكم متعسف، يجافي ا لحق، فا لمسؤول عن تفشي الغش في المراكز الامتحا نية هم المقصرون أوالمتها ونون أو المنحرفون، لا عقيدتهم، والعقيدة التي يتظاهر بها هؤلاءترفض سلوكهم، عقيدتهم شيء، وسلوكهم شيءآخر، وهؤلاءوأمثالهم أضعفوا البلد، وعاثوا فيه فساداًوإفساداً، وأ فقرواأبناءه وأذلوهم، وهم كما يقول في البيت التالي منا قضاً ما قا له في البيت السابق :
ويحي لبعث حرّفوا أهدافه أضحى كبيت ، ماله أبـواب
فأهداف البعث هي أهداف الأمة، والأهداف لا تنحرف، وإنّما سوء التطبيق أوانعدامه يحرفها عن مسارها الصحيح، وثمة فجوة تتسع أو تضيق بين مبادئ الفرد وممارساته، وقد ينا قض سلوك الفرد على أرض الواقع مبادئه التي يعلنها أو يؤمن بها حقيقة أو ادّعا ء، وهذه الفجوة هي آفة الآفا ت وعلة العلل، وهي من أخطر العقبا ت التي تبرز بوجه تطلعاتنا الوطنية والقومية والإنسانية نحو المستقبل، وتتجلى هذه الفجوة بل الهوة في نهج النظم الحاكمة،كما تتجلى أيضاً في نهج الأحزاب والقوى المعارضة، فلو أتيحت السلطة لقوى المعارضة لوقعت فيما وقعت فيه النظم الحاكمة، ولما كانت أفضل حالاً منها في أغلب الأحيان، ورغم ذلك فليس أهل العقيدة، أي عقيدة، جميعهم مقصرين أو منحرفين، منهم الأوفياء لعقيدتهم المخلصون لمبادئهم الحريصون على تطبيقها حرص الأستاذ على تنفيذ تعليما ت الامتحا ن، والأستاذ يدرك أنَّ رئيس المركز أو أي مسؤول آخر مهما كان متشدداً في ضبط المركز، ومهما أوتي من حزم في أداء واجبه، فهو أعجز أن يضبط في المركز منفرداً قا عة امتحا نية واحدة د ون مساعدة الآخرين ود ون أن يستند إلى تعليما ت صارمة تؤازره. إن نجا ح المركز في أداء مهمته يتوقف على تعا ون الجميع، رئيس المركز والمراقبين، ومؤازرة مديرية التربية التي تؤكد باستمرار على تنفيذ تعليمات الامتحان .ويتبا هى الأستاذ بعقيدته، ويكبرها ، فيقول :
إني الكبير أمامـهم بعقيدتي ومبادئي للأغبيــاء كتــا ب
إنّ صدره لايتسع لقبول الآخر، فيشتمه و يتهمه بالخيانة والغباء، ومبادئه كتاب، ولا أدري ما فائدة كتابه إذا كان قراؤه أغبياء؟ وماذا ينتفع القّراء الأغبياء من مضمون هذا الكتا ب؟ وكنت أتمنى أن يقرأه غير الأغبياء للاستفادة منه !! وأفكاربعض الأبيا ت سطحية، فالمعنى الذي يرد بالصد ر يتكرربالعجز، ويحشو العجز بكلمات جا فة با هتة مثل كلمات الصدر فهويقول :
ما ارتبت في توصيفهم وضلالهم ماكنت في أمثالــهم أرتـا ب
إذا كا ن الأستاذ لا يرتاب في توصيف فئة من الناس، فواضح أنه لايرتا ب في توصيف أمثالهم وهذا المعنى يفهم من فكرة الصدر، ولا داعي لفكرة العجز التي جاءت تكراراً له، وحشواً لا معنى له، اضطر إليها لإتمام الوزن، و يقول :
حسين العساف- المدير العام
-
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 24/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى