واحـــــة الإبــــــداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وتهاوت الأعوام في قاع الزمن

اذهب الى الأسفل

وتهاوت الأعوام في قاع الزمن Empty وتهاوت الأعوام في قاع الزمن

مُساهمة من طرف حسين العساف الأحد يونيو 29, 2008 4:29 pm

وتهاوت الأعوام في قاع الزمن:
تسا بق الأيام البرق في خطف أعمارنا، فلا نشعر بها ،وتتراكم علينا الأعوام بأعبائهاالثقال،...وكلما أطلّ علينا عام جديد أغرقناه بأ مانينا العراض وأحلامنا العذاب التي أحبطها عامنا المنصرم, أوقصرت عزائمنا عن بلوغها حتى إذا رحل عنا كسلفه, ولم نرحل عنه, ظلّت الأماني أما نياً والأحلام أحلاماً, وإذا تحقق منها شيء , فغيض من فيض. ونرنوبأبصارنا إلى العام المقبل لعله يكون مختلفاً, فيحمل إلينا أخباراً سارة أو أحداثاً مفرحة أو مفاجآ ت سعيدة أو تغيرات إ يجا بية في حياتنا, فإ ذا به لا يختلف شيئاً عن الأعوام التي تهاوت في قاع الزمن، .وكنا في أغلبها لم نظفر بما تمنيناه، أو نبلغ ما حلمنا به، أ يامنا تتكرر,يعدو بعضها خلف بعض، وأعوامنا تتماثل, ويكاد يومنا يكون صورة مطابقة لامسنا, وبات المرء يستقرئ أحياناً غده من واقع يومه، ويشعرأنّ حياتنا أصبحت فارغة باهته رتيبة تخلو من الرشاقة و العمق و التجديد,
وصارت مشبعة بالإحبا طا ت المتوالية التي لا تحتمل, ولا يشعرالمرء فيها أحياناً بقيمة لوجوده. يرحل عا م, و يولد آخر, عامنا يحتضر, و يعقب عاماً جد يداً آخر, ونحن نعدو في طريق العمر، والدنيا لا تتسع لأمانينا و أحلامنا, نحتفل بالعام الجديد, وهو ينقص من أعمارنا الباقية عا ماً آخر, ويسوقنا إلى آجالنا المحتومة, فنحزن, ونقلق . فمن أي زاوية ننظرإلى العام الجديد؟ أ نُسرُّ لتقدمنا عاماً جديداً أم نحزن لنقصا ن أعمارنا عاماً آخر؟ آه يا ياصد يقي ما أسرع الأيام ! بالأمس سطعت شموسنا، واليوم أخذت تجنح نحو المغيب! كم تنهبنا الأيام نهباً , وتمضي بنا إلى حيث تريد؟ إنه الزمن المتقلّب الذي لا أمان له, يعز الذليل, ويذل العزيز, يفقر الغني, و يغني الفقير, يضعف القوي, و يقوي الضعيف, يبعد القريب و يقرب البعيد, إن صفق للحسناء، جعلها تخلب الألباب، وإن أدبر عنها سلبها بريقها، فنبت عنها العيون. الزمن المتما وج الجا رف الذي يشتت شمل الأحبة, ويمنع جمع القلوب التي تصبوا الى بعضها, يدفع الفتى إلى مرحلة الشباب و الشاب إلى الكهولة والكهل إلى الشيخوخة, و الحي إلى مأواه الأخير. يفاجئنا بأ حداث لم تخطر لنا على بال ... إن أقبل على إنسان ابتسمت له الد نيا , وغرّد له الكون, وإن أد بر عنه عبست في وجهه , و ألقت أحمالها على كاهله .. الزمن الذي ينشب مخالبه الحادة على صفحا ت وجوهنا النضرة، و يحفر أخاديده على خدودنا وجباهنا, فلا نطيق رؤية وجوهنا في المرايا التي كنا لانفارقها في ربيع العمر، ويترك آثاره على عقولنا و نفوسنا وأنشطتنا .يتألق المرء اليوم, و ينشغل به الناس ثم يخفت ضوءه غداً, ويصبح نسياً منسياً, كأن لم يكن بالأمس حديث الناس..الزمن مخيف, يسلط الأقوياء على الضعفاء، والحكام على المحكومين، والأغنياء على الفقراء، والطغاة على المضطهدين، فلا يسعى الضعيف والمحكوم والفقير والشعوب المضطهدة إلاّ إلى الحرية والعدل والحياة الأفضل، فإذا قصر باع هؤلاء عن بلوغ مايريدون، تفاءلوا ببلوغه في عامهم الجديد. الزمن يسحقنا تحت عجلات دورانه السريع، ولا قبل لنا على مقاومته, فأ جيال تصعد، وأجيال تختفي، دول تظهر، وأخرى تزول، تتغير الدنيا، وتتبدل الأحوال ، نقاوم، ولا نستسلم ماقدرنا على الرفض والمقاومة، ولكن علينا أن نعترف في النهاية أننا أسراه الضعفاء, المستسلمون لنها ياتنا. والعمر, يا صديقي, طال أم قصر , إغماضة عين , لا يبقى للمرء بعده إلاَّ أثره , ولكن رغم كل هذه الحقائق المرة التي تؤلمنا, ولا نتجاهلها, فينبغي أن لانجعلها تطغى على حيا تنا ، فتحصرنا في دائرة الانفعال والتأثر، ونظل ننوح على أطلال الزمن، إنّ لنا رسالة في حياتنا القصيرة، ينبغي أن نؤد يها من غير أن يشل جبروت الزمن حراكنا، أويقعدنا عن العمل، رسالتنا في الوجود هي بناء ا لحياة وتطوير الكون. فلنعتصم بالتفاؤل, ولنواجه واقعنا بعقل مفتوح يعرف ما يريد، وبإرادة صلبة، لا تعرف اليأ س ولا التردد أو المستحيل، ولننظر إلى واقع حياتنا بمنظا ر الأمل المقرون بالعمل على تغييره نحو الأفضل، ولنتفاءل بالمستقبل, ونتطلع إلى الأيام الحلوة، ونظل نرى أن أجمل الأيام هي تلك التي لم نعشها بعد, لتبقى حياتنا تشع بالأحلام، وتظل البسمة ترتسم على شفاهنا، فذلك هو الذي يحفزنا إلى الحياة, ويدفعنا إلى النشاط والخلق والإبداع والتجديد.
حسين حمدان العسّـا ف

حسين العساف
المدير العام
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 58
تاريخ التسجيل : 24/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى